وصلتنى رسالة من د. يحيى طراف أستاذ عظام الأطفال تعليقاً على حوار المرشد السابق يقول فيه «أجرت صحيفة «الوطن» ٧/٤ (ص٩) حواراً مطولاً مع مرشد الإخوان السابق مهدى عاكف الذى لقبه المرشد الحالى يوماً على إحدى الفضائيات بالمرشد السابق بالخيرات، وصف فيه الشارع المصرى «بالأهبل»! فالشارع المصرى الذى فجر ثورة ٢٥ يناير، وأبقى الضغط مستمراً لإعمال خريطة الطريق والتعجيل بها، وسقط منه دون ذلك الشهداء والمصابون، ولولاه ما كانت انتخابات البارحة، هو فى زعم السابق بالخيرات «أهبل». وفيم العجب، أو ليس هو القائل، وبئس ما قال «طز فى مصر وأبومصر واللى فى مصر». فلا عجب أن نضح الإناء مجدداً بما فيه من «الخيرات».

ورداً على تعليق أن شباب الثورة ينتقدون الإخوان بسبب تخليهم عنهم فى بعض المظاهرات، قال «مفيش حاجة اسمها شباب ثورة، فيه حاجة اسمها مصر، ونساء مصر ورجال مصر، هم صانعو هذه الثورة»!. فالسابق بالخيرات بخس الشباب دورهم، وتحصن فى ذلك بمصر التى «طزّها» من قبل، «وباللى فيها» من رجال ونساء ممن «طزّهم» أيضاً، ليس حباً فيها قطعاً، وإنما ليسلب الشباب سابقته فى الثورة وهو السبّاق إليها. وهل كان ليقول مثل هذا القول عشية الانتخابات ومرشح جماعته لم يزل بعد بين الروح والجسد!؟

ورداً على سؤال إن كانت الجماعة سوف توفق أوضاعها القانونية، قال «من يريد أن يصدر قانوناً، فعليه أن يستمده من بنود ومبادئ الإخوان، وجماعة الإخوان تستمد بنودها ومبادئها من دستور ٢٨ و٢٣»!. ولست أرى ما يمنع أى فئة فى مصر أن تهتدى هى الأخرى بهدى السابق بالخيرات وإخوانه، فتنشئ لنفسها جماعة من بنود ومبادئ دستور ٢٨ و٢٣، أو حتى من بنود ومبادئ قانون «حامورابى» إذا لزم الأمر، وتفعل ما بدا لها. ورداً على سؤال هل من صالح الإخوان أن يستأثروا بسلطات الرئيس ومجلسى الشعب والشورى، قال بعد تفنيده «إن على الصحافة أن تراجع هذا الكلام، وتتأدب مع الله»!. فالذات الإخوانية والذات الإلهية بزعم السابق بالخيرات واحد، فنعوذ بك ربنا أن نكون من المشركين.

ورداً على سؤال هل صحيح أن الإمام البنا هو الذى طلب منكم أن تدرسوا التربية الرياضية، أجاب بقوله «نعم، وهذا دليل على أن الرجل كان مهتماً بتربية الشباب ويرى أن التربية الرياضية مهمة». ويبدو أن الشيخ السابق بالخيرات قد نسى أنه فى حديثه المنشور بملحق «عدد الجمعة» بأهرام ٢٠١١/١١/٢٥ ذكر أن حسن البنا أمره أن يسحب أوراقه من كلية الهندسة على غير رغبة أبيه بعد أن أنهى السنة الإعدادية بها، وأن يلتحق بمعهد التربية الرياضية بهدف زرع عناصر للإخوان هناك حيث كان خالياً منهم! فانصاع لأمر البنا وعصى أباه، فنعوذ بك رب من عقوق الوالدين، فإنه لا يكون إلا فى خبيثٍ من المذاهب رجس، وكذلك نعوذ بك رب من الكذب. وملحق «عدد الجمعة» بأهرام ٢٠١١/١١/٢٥ موجود لمن يحب أن يرى بعينى رأسه كيف تكون فى وجوه القوم مكارم الأخلاق.